كيّ أنجو في آخر العمرِّ من ضراوَة الحنين.

الخميس، 29 أكتوبر 2015

كيف أتخطّى العالم؟ (عَوْدة)






ومضة بداية |
أنا أيضاً -أشبهُ العالم- لا تٌحركني سوى نوازعي الأنانيّة و الضيّقة!


أتخطّى العالم بصدرٍ مُتهالك في عتمةٍ لا تكاد تفضي إلى حُب ، 
و مع توالي الأيّام يزداد نهْشي لنفسي من الداخل ، 
أدمّر خلايايَ كلّما حاولت أن أدفن روحي في مكانٍ لا أستسيغه 
و وجوهٍ لم أحلم بها في أطراف المزن الرّاحلة و مواقف لم أدرك بعد كيف توّقفت ذاكرتي عن تكرارها و مقتها ، 
أتآمر على كلّ قضيّة تتوازى عرضاً مع مساراتٍ لم تعد تنقذ القلبَ من متاهة البرد و الحنين ، 
و أغرق .. و يغرقون في هوّة الفراغ بينما هناك جيوشٌ حمراء تقف بإستقامة الرّماح القديمة على حدودِ السواد لتحمي بلاداً لم تؤمن بنار السلاح يوماً ، 
و لنّ تؤمن! فمن يحتاج إلى السلاح كي يقتل فرداً؟ أو ينهي قبيلة؟
من يحتاج إلى قسوة الدم كي يُبقي على أنفاسِ السلام؟ 
ما جدوى القوة الجنونيّة وإرتكابها في عالمٍ يغشيه الضباب عن كل الحقائق المنسية على رصيف بائسٍ يستنجد بالإنسان الأخير؟
و ما نصيبُ البياض من غبارٍ متسخ يرقدُ على رفوفٍ أنانيّةٍ في قلوب المحبين ,
و .. الرماد الذي أمسى يلف كل أحشاء الطهر الوحيد على ذكرى قديمة إختفى تأثيرها و سحرها القادر على طمس الخيبة ,
لكنني أتخطّى , و أمضي ..


ومْضة نهايّة | 
إلى الواقفين على حدود الأرض بعشقهم الدفين و أفراحهم المنهوبة: لكم كل إحترامي و أشواقي المُبتذلة و صباحاتي التي لا تخلو من الحلم المستحيل, ترحل أجسادكم و تبقون .. تنمون على شاكلة أشجارٍ تعشق الأرض و تحميها.